05‏/01‏/2013

ألم الوداع


حَيَّرْتَ (يا أبتي) القرطاسَ والقَلَمَا
والحِبرَ والحَرفَ والأفكارَ والكَلِمَا

مَاذا سأكتبُ والآلامُ تَعصِرُنِي ؟
وكيفَ أَخلقُ يا سَادَاتنا العَدَمَا ؟

ما جاءَ حرفٌ إلى نَبْضِي لأَكتُبَه
إلاَّ وأيقضَ في شِريَانهِ الأَلَمَا
**
لكنَّنِي رغمَ هذا الجُرح مُبتسمٌ
مادامَ ثَغركَ كلَّ الوقتِ مُبتسَمَا

ما دُمتُ أعلمُ أنَّ الوِدَّ يجمعُنا
والصفحَ والعفوَ والأخلاقَ والكَرَمَا

فما عَهِدناكَ إلاَّ صَامداً جَلِداً
رمزَ العطاءِ ورمزَ الخَيرِ مُحتَرَمَا

رمزَ النشاطِ ورمزَ البذلِ مُجتهداً
تسيرُ في الدَّربِ مُهتَمَّا ومُنتظمَا

مُثابراً مُنتجاً كُفْؤاً ومُؤتمناً
مُهذّبَ النفسِ مِعْطَاءً ومُلتزمَا

فأنتَ ما زلْتَ بالأخلاقِ مُنْتقِبَا
وبالوفاءِ وبالإخلاصِ مُتَّسِمَا

ومَا عَهدناكَ إلاَّ طيِّباً مَرِحَاً
سَهلاً بَسيطاً رَقيقَ الحِسِّ مُنسجمَا
**
إنْ قيل : قَدْ أكملَ المِشوارَ واجبَه
قلنا لهم: عانقَ الآفاقَ والقِمَمَا

إنْ قيلَ: جاوزَ سنَّاً كان مُحتَسَبَا
قلنا لهم: إنَّمَا فوقَ النُّجومِ سَمَا

هناكَ أعطَى، هنا أبْقَى لَهُ أثَراً
هناكَ شَاركَ أفكاراً، هنا بَصَمَا
**
أنتَ الـ (منيرٌ) تنيرُ الدَّربَ تَمنحُنَا
نُوراً يُبددُ من آفاقنا الظُّلَمَا

سَتَبقَى مَدرَسَةً دَوْماً تُعلمُنَا
تَقودُنا لِغَدٍ، فامْضِي بِنَا قُدُمَا

----------
عبده نعمان السفياني
13-11-2012

(في حفل توديع الزميل الأستاذ/ منير محمد سعيد 31/12/2012)

يَــقـفُ الــجِـدارُ أمَـامِـي

يَــقـفُ الــجِـدارُ أمَـامِـي مُــتَـعَـالـيـاً، مُــتَــرَامِــي وَوَرَاءَهُ مَــــحْــــسُــــورَةً مَــصـلُـوبـةً أحـــلاَ...