13‏/12‏/2013

بين أروقة المساء


بــيْــنَ الــجُـفـونِ قَـتَـامَـةٌ ومَــسَـاءُ
وغَـــمَــامَــةٌ أفَّــــاكَـــةٌ وسَـــمـــاءُ

بَــيْــنَ الــضُّـلـوعِ صَــبَـابَـةٌ وَقَّــــادَةٌ
وعــلــى لَــظَـاهَـا تَــقْـبـعُ الـبـيـدَاءُ

وعـلـى رُفـوفِ الـبَالِ صَـيفٌ مُـجدِبٌ
مُـتـوهِّـجٌ، وعــلـى الـجَـبينِ شِـتـاءُ

وهـنـاكَ فـي طـرفِ الـمغيبِ تـثاقلٌ
وتــــخـــاذلٌ وتــــثـــاؤبٌ وعِـــــــواءُ

وتــعـددت فـــي خـاطـري الأشـيـاءُ
إنْ غـــابَ شــيءٌ عــاودَتْ أشـيـاءُ

وطـفقتُ كالملهوفِ أبحثُ عن يدي
وصَـحَـابَـتِي، فـوجـدتهم قــد نَــاءُوا

ووجـدتُـني وحــدي ألـمـلمُ آهـتـي
وتـــمــورُ حَـــولــي لــيـلـةٌ لَــيْــلاءُ

ويطوف بي - من جانب الطور الذي
يـشـتـاقني وقـصـيـدتي – الإيْـحَـاءُ

فـقـصـيدتي أنـثـى غـريـبٌ طـبـعُها
مَـــقـــدُودةٌ كـلـمـاتـهـا، خَـــرســاءُ

لــكــنــهـا مـــــــورودةٌ أغــصــانـهـا
مـــمـــدودةٌ أفــيــاؤهــا، عــــــذراءُ

وأنـــا الـــذي فــي جـوفـها مُـتـحَيِّرٌ
مــتــنـاثـرٌ، وطــريــقـتـي حَـــدبـــاءُ

حــتـى عـقـارب سـاعـتي مُـخـتلَّةٌ
لا الـصـحـو يـضـبـطها ولا الإغــفـاءُ

مُــلــتــفـةٌ دَقَّـــاتُــهــا، مُـــرتــجَّــةٌ
آهــاتــهــا، كــســلانَــةٌ، عَـــرجَــاءُ

وأحــاورُ الـلـيلَ الـبـهيمَ فـليس لـي
إلا دُجَـــــــاه وصَـــخـــرةٌ صَـــمَّـــاءُ
**
فـــي كـــل يـــومٍ قـصـةٌ وقـصـيدةٌ
ومــــجــــازرٌ ومـــقــابــرٌ ودمـــــــاءُ

قـــومٌ هــنـاكَ الــزيـفُ فـصـلٌ بـيِّـنٌ
فــي ديـنـهمْ .. وإذِ الـصـلاةُ مُـكَـاءُ

جــاءوا بـثـوبِ الـخـاشعين فـخلتَهمْ
عــرفـوا طـريـقـاً لـلـصـوابِ فَـجـاءوا

لـكـنَّـهـم عــرفــوا طـريـقـاً أحـمـقـاً
قـطـعـوا بــه طُــرقَ الـحـوارِ وَبَــاءُوا

جــاءوا وفــي الأحـشاء ذئـبٌ مـاكرٌ
وعــلـى الــوُجـوهِ خـديـعةٌ وغِـطـاءُ

حـاجـوك حـتـى عـانـدوكَ وأضـمروا
غـيـظاً لـحـلمِكَ فـي الـقلوبِ وراءُوا

مَـنُّـوا عـلـيك الـحـبَّ بـعدَ عِـنادهمْ
قـــل لا تـمـنُّـوا .. بَــانـتِ الأهـــواءُ

كــــان الـتـسـامحُ وصــفـةً طـبـيـةً
والــيــومَ فـــي زمـــنِ الـتـمـردِ دَاءُ

مَــا أمـسـكَتْ يـومـاً يـداكَ عـصاتَهُ
لــتــمــرَّ إلا عـــارَضــوكَ وسَـــــاءُوا
**
وغـدوتُ أسـألُ خـافقي مـاذا جرى
والــكـونُ حــولـي صــرخـةٌ وبــكـاءُ

مـــا هـــذه الأشــواق مــا نـيـرانها
مــا حـاءُ حـبِّي إنْ نـأى مـا الـباءُ ؟!
---
عبده نعمان السفياني
سبتمبر 2013
--

زيف


إنَّ فــــيـــضَ الـــمــــدحِ ذَمُّ 
وَهْـــوَ إفســــــادٌ وهـــــــدمُ

فســبــيـل الــمــدح زيــــفٌ 
وأبــــاطـــيـــلٌ ووهــــــــــمُ

وامـتهان الـزيف، عــن عجـ
ــــزٍ وعــــــــن ذلٍ يـــــنــــمُّ

**

كــــل مــجــرور بــكــون الـ
ضـــــاد حــتــمـا لا يُــضَــمُّ

لــيــس مــــا يـرديـنـا لـــوْمٌ
إنــــمـــا مــــكـــرٌ ولــــــؤْمُ

لا يـــزيـــل الـــهــمَّ هَـــــمٌّ
لا يـــزيـــح الـــغـــمَّ غَـــــمُ

إنـــمــا الإنـــصــافُ حَـــــقٌ
واســتــلابُ الــحـقِّ جُـــرْمُ

فـــتــحــروا كــــــلَّ أمــــــرٍ
(إن بــعــضَّ الــظــنِّ إثـــمُ)
---

 عبده نعمان السفياني
سبتمبر 2013

11‏/06‏/2013

بين وطنين


أنـــام فـــي وَطَــنٍ، أصْـحُـو عَـلَـى وَطَــنِ

وبــيـنَ طُـورَيْـهِـمَا (الـكَـابُـوسُ) 
iiيـخـنـقُنِي
 

مُـــعَـــلــقٌ بــــيـــن أحـــــــلامٍ 
iiمُــــبـــدَّدَةٍ

وهُـــــوَّةٍ مـــــن لَـــظَــى الآلامِ تَـلـفَـحُـنِـي


أجـــالــدُ الــضَّــيـمَ، والأشـــبــاحُ 
iiثــائــرةٌ

أكـابـدُ الـغَـمَّ فــي صَـحـوي، وفــي وَسَـني


مُـلـقـىً عـلـى شـاطـئِ الـنِّـسيانِ 
iiمُـضـطَهدٌ

لا أذْنُ تَـسـمـعُـني، لا عــيــنُ 
iiتُـبـصـرُنـي


أسـتـفـتـيُ الــلـيـلَ فـــي أمـــري، أُعـاتـبُـهُ

إنـــي أســيـرٌ، مَــتَـى يــا لـيـلُ تُـفـلتُني 
ii؟!


أمـضـي عـلـى حَـافـة الـنِّـيرانِ مُـضـطرِباً

الـــهَــمُّ يُــربِـكُـنِـي ، والــنَّــارُ 
iiتُـحـرقُـنِـي


يـمـرُّ يـومِـيْ إلــى (الـلاشـيء)، 
iiمُـرتـحلاً

وســــوءُ حــظــي إلــــى الآلامِ 
iiيُـرجـعُـنِي


ضَـعْـفِـيْ الـــذِي كـــادَ يُـمـحـيني ويُـنـفثنِي

أضـحى هـوَ الـذَّنب فـي سِـرِّي وفي 
iiعَلنِي

**
يــا قَـارئ الـكفِّ هـلْ فـي الـكفِّ أُمْـنِيَةٌ 
ii..

وقد غدا الضَيمُ من فرضي، ومن سنني ؟!


وهــلْ عـلـى الـكفِّ روحٌ لـلصَّباح ؟، 
iiفـقدْ

اسـتَـفحَلَ الـلـيلُ مُــذْ أرخَــى مــعَ 
iiالـشَّجنِ


والآن دَعـــنـــي مـــــع الآلام 
iiمُـضـطَـجِـعـاً

فَــرُبَّــمــا ثَـــــوْرةُ الأحـــــلامِ تــوقـظـنـي

----
عبده نعمان السفياني


 أبريل 2013

18‏/04‏/2013

دأب فريد

لقلبي في الهوى دأب فريدُ
فما يهواهُ، ليسَ له حدودُ

عَلَى أَجوَائِهِ طيرٌ طَلِيقٌ
وَفِي بَيدَائِهِ ظَبْيٌ شَرُودُ

يهِيمُ على الجَمَالِ بكلِّ وادٍ
ويفعلُ في الفيافي ما يَريدُ

إذا حَاولتُ أمنعه ، جَفَانِي
عنيدٌ، كيفَ أمنعُهُ ؟! عنيدُ

خوالجه اللظى تهتاج شعرا
وأحلامٌ– تعانقه – الوقودُ

إذا وضعَ اللئام له قيوداً
فليس لنبضِ أحرفه قيودُ

يحثُّ خُطاه في دربِ المَعَالي
ويأبى أن يحل به الجمودُ

-----
عبده نعمان السفياني
12/03/2013




05‏/01‏/2013

ألم الوداع


حَيَّرْتَ (يا أبتي) القرطاسَ والقَلَمَا
والحِبرَ والحَرفَ والأفكارَ والكَلِمَا

مَاذا سأكتبُ والآلامُ تَعصِرُنِي ؟
وكيفَ أَخلقُ يا سَادَاتنا العَدَمَا ؟

ما جاءَ حرفٌ إلى نَبْضِي لأَكتُبَه
إلاَّ وأيقضَ في شِريَانهِ الأَلَمَا
**
لكنَّنِي رغمَ هذا الجُرح مُبتسمٌ
مادامَ ثَغركَ كلَّ الوقتِ مُبتسَمَا

ما دُمتُ أعلمُ أنَّ الوِدَّ يجمعُنا
والصفحَ والعفوَ والأخلاقَ والكَرَمَا

فما عَهِدناكَ إلاَّ صَامداً جَلِداً
رمزَ العطاءِ ورمزَ الخَيرِ مُحتَرَمَا

رمزَ النشاطِ ورمزَ البذلِ مُجتهداً
تسيرُ في الدَّربِ مُهتَمَّا ومُنتظمَا

مُثابراً مُنتجاً كُفْؤاً ومُؤتمناً
مُهذّبَ النفسِ مِعْطَاءً ومُلتزمَا

فأنتَ ما زلْتَ بالأخلاقِ مُنْتقِبَا
وبالوفاءِ وبالإخلاصِ مُتَّسِمَا

ومَا عَهدناكَ إلاَّ طيِّباً مَرِحَاً
سَهلاً بَسيطاً رَقيقَ الحِسِّ مُنسجمَا
**
إنْ قيل : قَدْ أكملَ المِشوارَ واجبَه
قلنا لهم: عانقَ الآفاقَ والقِمَمَا

إنْ قيلَ: جاوزَ سنَّاً كان مُحتَسَبَا
قلنا لهم: إنَّمَا فوقَ النُّجومِ سَمَا

هناكَ أعطَى، هنا أبْقَى لَهُ أثَراً
هناكَ شَاركَ أفكاراً، هنا بَصَمَا
**
أنتَ الـ (منيرٌ) تنيرُ الدَّربَ تَمنحُنَا
نُوراً يُبددُ من آفاقنا الظُّلَمَا

سَتَبقَى مَدرَسَةً دَوْماً تُعلمُنَا
تَقودُنا لِغَدٍ، فامْضِي بِنَا قُدُمَا

----------
عبده نعمان السفياني
13-11-2012

(في حفل توديع الزميل الأستاذ/ منير محمد سعيد 31/12/2012)

يَــقـفُ الــجِـدارُ أمَـامِـي

يَــقـفُ الــجِـدارُ أمَـامِـي مُــتَـعَـالـيـاً، مُــتَــرَامِــي وَوَرَاءَهُ مَــــحْــــسُــــورَةً مَــصـلُـوبـةً أحـــلاَ...